قوله تعالى: {وإذا الأرض مدت 3}
  قال محمد بن يحيى #: معنى {أذنت لربها} فهو: أذنت بربها، ومعنى «بربها» فهو: أذنت بأمر ربها. {وحقت} فهو: حقوق الأمر بها ووقوعه، وما حكم الله ø به من تغييرها؛ ولما أن كان تغييرها بأمر الله سبحانه - قال: {لربها}، كما قال سبحانه: {وجاء ربك والملك صفا صفا}[الفجر: ٢٢]، وإنما أراد: وجاء أمر ربك مع الملائكة المنفذين له، فقال: جاء ربك، وإنما أراد: أمر ربك.
  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  
  {إذا السماء انشقت ١ وأذنت لربها وحقت ٢ وإذا الأرض مدت ٣ وألقت ما فيها وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥}:
  فقول الله: {إذا السماء انشقت ١} هو: خبر منه تعالى عن يوم القيامة، الذي فيه انشقت السماء وحقت.
  وقوله سبحانه: {وأذنت لربها وحقت ٢} فهو: سمعت لربها وأطاعت. وقوله: {وحقت} - والله أعلم - عند من يسمع اللسان العربي فيفهم إنما هو: أن السماء حل بها من الله ما شقها، فأصابها بعينها وحقها.
  وكذلك قول الله أيضا في الأرض: {أذنت لربها وحقت ٥} فإنما تفسيره: حل بالأرض أمر الله، فأصابها وحقها، فحينئذ مدت ودكت، ومدها - والله أعلم -: رفعها حين رفعت فحملت.
  يقول الله سبحانه: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ٦}، تفسير الكدح: ما يكسب الإنسان من الخير والشر الذي يجازى عليه، والكدح من الأفعال عند جميع أهل اللسان والعرب - فهو: ما يكون من