قوله تعالى: {وأذنت لربها وحقت 5}
  الإنسان في الخير والشر من الاكتساب.
  ومخرج الخبر من الله سبحانه في هذه السورة عن: يوم انشقاق السماء، ومد الأرض، عند قوله سبحانه في هذه الآية: {فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨}، وتفسير الحساب اليسير - والله أعلم - فهو: الغفران للمؤمنين من الله الغفور، وتفسير - والله أعلم - قول الله {من أوتي كتابه بيمينه} فهو فيما نرى - والعلم عند الله -: من عنى من المؤمنين، بما كتب الله عليه في دينه. {أوتي كتابه} الذي هو حسابه {بيمينه}، واليمين - والله أعلم - وتفسيرها: اليسر والتيسير عند من يفهم؛ لأن ميامن الأشياء وأيمانها أيسر يسرا من الشمائل والظهور، التي إذا جاءت الأشياء منها كانت أشد على الإنسان في التناول، وأعسر عسرا، فكان قول الله سبحانه: {بيمينه} هو: مثل ضربه الله - والله أعلم - لمن اتقى في دينه، يدل على أن المتقين في يوم القيامة تأتيهم كتبهم - التي هي - والعلم عند الله -: علم الله بأعمالهم، الذي هو: محاسبتهم - من اليمين التي معناها: اليسر والبركة، فيكون أمرهم كلهم وفعلهم في اليمين، واليمين والميمنة، التي ينجون بها من الهلكة.
  والعاصون فتأتيهم كتبهم - والله أعلم -، التي معناها: العلم بأعمالهم، وحساب أفعالهم - من الشمال؛ إذ هم في ذلك اليوم وأفعالهم في الشمال والشؤم، الذي هي المشأمة؛ بعصيانهم وضلالهم؛ بكتابهم الذي يأتيهم من وراء الظهور منهم؛ فهو: ما يأتيهم - والله أعلم - وراء الظهور، الذي هو: عملهم وحسابهم من العسر عليهم والتعسير.
  وإن يكن الكتاب: بشرى للمؤمنين، بكتاب يعطاه المؤمن يبشر فيه بالجنة والرحمة، التي جعلها الله جزاءه، وكتابا يعطاه العصاة الكافرون، يبشرون فيه بما أوعدهم الله على كفرهم وعصيانهم من النار - فذلك أيضا وجه ممكن مفهوم، وبالله يرجى الهدى إلى كل صواب في جميع الأمور.