قوله تعالى: {وأذنت لربها وحقت 5}
  ثم أخبر سبحانه عن الذين أوتوا الكتاب بأيمانهم: أنهم يحاسبون حسابا يسيرا، وينقلبون إلى أهليهم في الجنة مسرورين، وأن الذين أوتوا كتبهم وراء ظهورهم فسوف يدعون ثبورا، ويصلون سعيرا. يعني سبحانه بالسعير: النار التي يدخلها الكافرون، والثبور فتفسيرها: الويل عندما يعاينون من الخزي الطويل؛ نعوذ بالله من عذابه ومعصيته، ونسأله العون على العمل بما ينجو به من طاعته.
  يقول الله سبحانه: {إنه كان في أهله مسرورا ١٣}، يعني: العاصي الذي أوتي كتابه وراء ظهره.
  قال الله سبحانه: {إنه ظن أن لن يحور ١٤}، تفسيره - والله أعلم - في «يحور»؛ إذ الحوران في اللسان العربي: الرجوع من الراجع بالدورة - هو: أن الكافر ظن أن لن يرجع إلى ربه، وقد أحياه ونشره كما وعده من القبور.
  يقول الله سبحانه: {بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥}، يعني تبارك وتعالى بقوله: {بلى}: أن الإنسان سيبعث حيا بعد التمزق والبلى، والله سبحانه فهو البصير بالإنسان وغيره من خلقه، المجازي للمطيعين والعاصين من عباده، بعدل حكمه وحقه.
  ثم قال سبحانه: {فلا أقسم بالشفق ١٦ والليل وما وسق ١٧ والقمر إذا اتسق ١٨}، فأقسم بهذه الأقسام؛ لما فيها من عجيب آيات الله العظام. {والليل وما وسق ١٧}، وتفسير {وسق} فيه هو: كلما كفت الليل من الخلق عند وقوعه عليه. {والقمر إذا اتسق ١٨}، واتساق القمر هو: تمام نوره، وما يكون من استدارته واتساقه، بعد ذهاب نوره في آخر الشهر وامتحاقه.
  يقول سبحانه: {لتركبن طبقا عن طبق ١٩}، والطبق - والله أعلم - هو: