قوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى 17 الذي يؤتي ماله يتزكى 18}
سورة الليل
  
  · قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ١٧ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ١٨}[الليل: ١٧ - ١٨]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:
  يريد سبحانه: يتقرب إلى الله سبحانه، فيقرب إليه بالإنفاق، والإخراج لماله في طاعة ربه، والإقراض لخالقه؛ تزكية منه بذلك لبدنه، وتزيدا منه في خالص دينه؛ وليس الزكاة الواجبة يعني بذلك الرحمن؛ ألا تسمع كيف يقول فيما نزل من النور والفرقان: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى ١٩ إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ٢٠}، ولو كانت زكاة الأموال هي المذكورة هاهنا - لم يقل: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى}؛ لأن الزكاة شيء من الله حكم به، وجعله لكل فقير معسر، عند كل ذي جدة موسر.
  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #:
  
  {والليل إذا يغشى ١ والنهار إذا تجلى ٢ وما خلق الذكر والأنثى ٣}:
  فقال: والليل وغشيانه فهو: ظهوره وإتيانه.
  وتجلي النهار فهو: ظهور شمسه، على وحشه وإنسه. وبتجليه وظهوره - يعيش أهل الأرض فيه، ويتحركون وينتشرون، ويقبلون ويدبرون، كما قال الله سبحانه: {وجعل النهار نشورا ٤٧}[الفرقان]، فجعله برحمته لخلقه ضياء