تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى 17 الذي يؤتي ماله يتزكى 18}

صفحة 437 - الجزء 3

  وتأويل: {وأما من بخل واستغنى ٨}: بما يراه عند نفسه غنى، من ماله وكسبه، وبخل منه به عن ربه.

  {وكذب بالحسنى ٩}، فتكذيبه بالحسنى هو: تكذيبه بما وعد الله أهل التقوى.

  وتأويل: {فسنيسره للعسرى ١٠} هو: سنصيره من الإهانة والعقاب إلى ما سوف يرى.

  وتأويل: {وما يغني عنه ماله} فهو: وما ينفعه في الغناء ماله. {إذا تردى ١١} تأويله: إذا هلك وردي، بعد أن كان قد أرشد وهدي؛ وما أغناه من دنياه، وملكه الله إياه، فجعله الله له - فهو لله قبله؛ ألا تسمع كيف يقول في ذلك تعالى: {إن علينا للهدى ١٢ وإن لنا للآخرة والأولى ١٣ فأنذرتكم نارا تلظى ١٤}، وما كان من النيران يتلظى فهو: أشدها لهيبا وسعيرا، وأنكرها في الحر والتحريق مصيرا.

  ثم أخبر تبارك وتعالى: من يصلاها، والإصلاء فهو: التحريق فيها، فقال: {لا يصلاها إلا الأشقى ١٥ الذي كذب وتولى ١٦}: كذب بالجزاء والمثوى، وتولى عن البر والتقوى.

  ثم أخبر سبحانه: أن سيجنب هذه النار المتلظية من اتقى، فقال جل ثناؤه: {وسيجنبها الأتقى ١٧ الذي يؤتي ماله}، يؤتي: يعطي ماله. {يتزكى ١٨} تأويلها: ليطيب بها عند الله ويزكى.

  {وما لأحد عنده من نعمة تجزى ١٩} تأويله يريد: تكافأ.

  {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ٢٠ ولسوف يرضى ٢١} بما يعطى ويجزى، إذا أعطى ما أعطى؛ لابتغاء وجه ربه، وما أراد من رضائه به.