قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين 97}
  وليس من ذلك شيء؛ بل هو البيت الحرام، المتعبد به جميع الأنام، الذي يطاف به الآن، ويقصده جميع أهل الإيمان.
  · قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}[آل عمران: ٩٧]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}؟
  قال محمد بن يحيى #: هذه آية محكمة، لا تحتاج إلى تفسير في نفس الحج، وهو من الله فرض على جميع الخلق.
  وأما السبيل فهو: وجود الراحلة، والزاد، و الأمن؛ فإذا كان ذلك وجب على كل مسلم الحج، فإن تركه تارك استخفافا وإطراحا، فقد ترك فريضة من فرائض الله، ولزمه اسم الكفر، وإن كان تأخره لعلة مانعة، أو فقر مجحف، أو خوف متلف - فهو عند الله معذور، فمتى استراح من علله وجب عليه أن يخرج إلى طاعة ربه، وينهض حاجا إلى بيته.
  وقلت: إن كان رجل عازما على الحج، ثم نزلت به نازلة منعته عما أمل من قصده، فأوصى بثلث ماله يحج به عنه: هل يجوز أن يدفع إلى من يحج به عنه من المدينة أو الكوفة، إذا كان لا يكفيه للحج من بلده؟
  ولم تشرح المعنى جيدا في هذه الوصية، فإن كانت النازلة التي نزلت به عند قصده للحج نازلة موت، فأوصى بثلث ماله يحج به عنه - فلا بأس: أن يدفع بالمدينة أو بالكوفة، ليحج منها عنه إذا كان لا يبلغ من يخرج من بلده، وإن كانت النازلة بالرجل من مرض فهو على نيته، وما أمل في أداء حجه، فإذا أزاح