قوله تعالى: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
  غيظ الظالمين عليهم: {قل موتوا بغيظكم}، يريد: أنكم لن تبلغوا ما تأملون، ولا تقدرون عليه، ولا تلحقونه أو تفنون.
  ومعنى: {عليم بذات الصدور} فهو: عليم بما استجن في الصدور، واستتر في القلوب؛ وعلمه بغامض السر والخفيات، كعلمه بما بان وظهر من الأفعال المعلنات، الواضحات البينات، لا يخفى عليه شيء، وهو السميع العليم.
  ثم قال ø: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم}، فأخبر سبحانه: أنه إذا مس المؤمنين من الله حسنة، وأنعم عليهم نعمة، أو فتح عليهم فتحا - ساء هؤلاء الكفرة المذكورين وغمهم، ثم قال سبحانه: {وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}، ومعنى {يفرحوا} فهو: يسروا ويستبشروا، ثم قال سبحانه: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط}، فأخبر سبحانه: أنه محيط بأعمالهم، مجازي لهم على جميع أفعالهم، حافظ للمؤمنين من كيدهم؛ إذ هو سبحانه ذو الفضل والإحسان، على جميع أهل الطاعة والإيمان؛ وهذا معنى الآيات، وما يخرج تفسيرهن عليه، والله ولي التوفيق.
  · قوله تعالى: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}[آل عمران: ١٢٢]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}؟
  قال محمد بن يحيى #: سئل عن هذه المسألة أبي الهادي إلى الحق ~، فقال: هما بنوا سلمة، وبنوا حارثه، فكانت بنوا سلمة نحو سلع، وبنو حارثة نحو أحد، حين عبأ النبي ÷ الناس، وذلك يوم الخندق.