قوله تعالى: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
  قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران: ١٤٠]
  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته: عن قول الله سبحانه: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}؟
  والأيام: أيام الدول، فهي بين الناس كما قال الله: عقبون، وما فيها من إحسان أو إساءة: فأعمال لمن عملها من العمال، يثاب المحسن منها على حسنته، ويعاقب المسيء فيها بسيئته.
  وقال في مجموع الإمام الهادي #:
  وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}، فقال بزعمه، وتوهم بجهله: أن الله يديل أهل الكفر والعصيان، على أهل الطاعة والإيمان، وأنه أدال يوم أحد المشركين، على النبي ومن كان معه من المؤمنين - فليس ذلك كما ذهب إليه، وسنشرح ذلك إن شاء الله تعالى، ونرد بالحق قوله عليه، فنقول: إن الله ﷻ يديل المؤمنين على الكافرين، ولا يديل الكافرين على المهتدين، كذلك قال في يوم حنين: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم}[الإسراء: ٦]، فكان برده الكرة للموحدين - هو المديل لهم على الكافرين، ولم يقل في شيء من كتابه وما نزله من آياته: إنه أدال أهل الشرك والنفاق، على أهل الدين والإحقاق.
  فأما ما ذكر الله من المداولة بالأيام، بين جميع الأنام، فإن مداولته للأيام هو: إتيانه بالليل تارة، وتارة بالنهار، وما يأتي به ويداول بين عباده وأرضه فيهما من الأمطار، التي يحيى بها الأرضين، ويعيش بها جميع العالمين؛ قال سبحانه: {ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد ٩ والنخل باسقات لها طلع نضيد ١٠ رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج ١١}[ق: ٩ - ١١]؛ فسقى اليوم قوما هم إلى السقي محتاجون، وسقى غدا