تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}

صفحة 233 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم}⁣[النساء: ٥٩]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  أولوا الأمر: أمراء السرايا، وعلماء القبائل، وحلماء العشائر، والحكماء الذين يأمرون بالمعروف والهدى، وينهون عن الردى، لما أمروا بما أمر به رب العالمين، وأبرار آل الرسول ÷ وعلماؤهم؛ وهم: فولاة الأمر منهم؛ لما فضلهم الله به على غيرهم، من قرابة رسول الله، ومشاركتهم لأهل البر فيه؛ فلهم من القرابة ما ليس لغيرهم، وهم شركاء الأبرار في برهم.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #، وقد ذكر الآية ما لفظه:

  قال مجاهد وعطاء: الفقهاء والعلماء من آل محمد.

  وقال في موضع آخر:

  الرد إلى الله أي: إلى محكم كتابه، وما أقام الله من أدلته. وإلى الرسول أي: إلى سنته الجامعة إذا لم يكن من العترة من يرد إليه؛ لأن الكتاب والسنة والعترة الطاهرة - أما⁣(⁣١) في أهل الخشية، الذين يلجئون إليه عند كل شبهة وفتنة؛ بذلك جاء الخبر عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب #، عن النبي ÷، أنه قال: «إنها ستكون فتنة» قلت: يا رسول الله، فما المخرج منها لمن فتن؟ قال: «كتاب الله؛ فيه خبر ما قبلكم، وحكم ما يأتيكم؛ فمن ابتغى الهدى في غيره، أو سأل عنه غير أهله أضله الله، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن


(١) هكذا في النسخة المطبوعة المنقول منها، ولعل صواب العبارَةِ: «أَمَانٌ في أهل الخشية»، أي: لأهل الخشية؛ تأمَّل. (جامعه).