تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}

صفحة 234 - الجزء 1

  اهتدى به هدي، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم»، وعن النبي ÷ أنه قال: «أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الحديث هدي محمد - صلى الله عليه وآله الطيبين -، وشر الأمور محدثاتها»، وقال ابن مسعود: «إن الله شرع لنبيه # سنن الهدى»، وأهل الخشية لله لا يجاوز عملهم الكتاب والسنة، والأعلام القائمة الداعية إلى الله من العترة، الذين لا يتكلفون من العلم ما لم يكلفوا، ولا يتكلمون فيما كلفوا إلا في موضعه، ولا يضعونه إلا في أهله؛ لأنهم علماء بالعلم والسياسة للعلم، ويعملون لله بالعلم في السر والعلانية؛ فإذا كانوا كذلك أورثهم الله زهرة العلم، وهو العلم الباطن، الذي هو: فهم القلوب لكل معتبر به، وصاحب العبرة فيه، ومن استخراجهم له من البرهان، وحشاه من الدلالة عليه⁣(⁣١)؛ فيورثهم ذلك النطق بالحكمة، والعبادة عنها، والدعاء لمن حد عنها إليها؛ وذلك أن العلم علمان، كما روى الحسن عن النبي صلى الله عليه: «العلم علمان: فعلم على اللسان؛ فذلك حجة الله على ابن آدم، وعلم في القلب؛ فذلك العلم النافع» ... (إلى آخر كلامه #)

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  قول الله سبحانه: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وأولوا الأمر الذين أمروا بالكينونة معهم فهم: الصادقون بادعاء الإمامة، وهم المستوجبون لها، والمستحقون لفرضها.

  وهم: من كانت فيه الصفات التي تجب له بها الإمامة: من ولادة الرسول، والعلم، والدين، والزهد، والورع، والمجاهدة لأعداء الله، من كشف رأسه، وسل سيفه، ونشر رايته، ودعا إلى الحق وعمل به، وزاحف الصفوف بالصفوف، وأزلف الألوف إلى الألوف، وخاض في طاعة الله الحتوف، وضرب بالسيوف الأنوف،


(١) هكذا في الأصل المنقول؛ فليُتَأمَّل. (جامعه).