تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم 3}

صفحة 290 - الجزء 1

  تعتدوا، وتميلوا عن الحق فتهلكوا، والتعدي فهو: الظلم والحيف؛ فنهاهم الله سبحانه عن ذلك، وحذرهم منه، وأمرهم أن يكونوا منصفين، وبالحق حاكمين، لا يزيلهم عنه بغض لمن شنوا، ولا إيثار لمحبة فيظلموا، ولا يخرجهم ذلك إلى الميل والهوى، وأن ينفذوا أحكامه سبحانه فيهم على السواء؛ لأن الله ø لم يجعل في حكمه تناقضا ولا فسادا، ولا زلفة لأحد ولا إيثارا؛ بل جعلهم في ذلك معا، وحكم عليهم ولهم فيه بالسواء؛ إنصافا لخلقه، وتسوية بين بريته، فقال: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}⁣[النساء: ١٣٥]؛ فأمرهم أن يقوموا بالقسط، وهو: العدل في من ولدهم، وقرب نسبه إليهم بالسواء، فلا يحل لمؤمن عرف ربه، وأيقن بيوم بعثه: أن يعدل عن القسط والحق: بالحكم في عدوه وقريبه على ما أمر الله سواء سواء، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ٢}⁣[المائدة: ٤٧]، والحق فيه الناس جميعا مشتركون.

  · قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣}⁣[المائدة: ٣]

  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  فأما ما أهل لغير الله به فهو: ما ذكر عليه غير اسم الله. وأما المنخنقة فهو: الدابة ينشب حلقها بين عودين، أو في حبل، أو غير ذلك مما تنخنق به فتموت.