تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم 3}

صفحة 291 - الجزء 1

  وأما الموقوذة فهي: التي ترمى على موقذتها⁣(⁣١)، أو تضرب فتموت. وأما المتردية فهي: التي تتردى من رأس جبل، أو من المطارة، أو في بئر، أو في غير ذلك، مما تسقط فيه الدابة فتموت، فلا تلحق ذكاتها. وأما النطيحة فهي: ما تنطحه البقرة، أو الشاة منهن فتموت. وأما ما أكله السبع فهي: الدابة يقتلها السبع، ولا يلحق ذكائها؛ فحرم الله ذلك كله، إلا أن تلحق منه ذكاة، فيذبح وفيه شيء من حياة، فيكون حينئذ ذكيا حلالا للآكلين، غير محرم على العالمين، وكانت الجاهلية يعدون ذلك كله ذكيا، وليس بميتة. ثم قال الله سبحانه: {وما ذبح على النصب}، والنصب فهي: آلهتهم المنصبة التي كانوا يذكون لها وعلى اسمها.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألت: عن قوله سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم

  فقال: إكمال الله لدينهم: فإسلامهم ما فصل الله لهم في كتابه من حلالهم وحرامهم، وذلك بعد إكمال الله - لا شريك له - في تحريمه وتحليله.

  وقد قيل: إن هذه الآية نزلت في حجة الوداع، والحج آخر ما نزلت فريضته.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وأن تستقسموا بالأزلام}، فقلت: ما الأزلام؟


(١) قال في القاموس المحيط للفيروز أبادي: الوَقْذُ: شِدَّةُ الضَّرْبِ. وشاةٌ وقيذٌ ومَوْقوذَةٌ: قُتِلَتْ بالخَشَبِ. والوقيذُ: السريعُ، والبطيءُ، والثقيلُ، والشديدُ المَرَضِ المُشْرِفُ كالمَوْقوذِ. ووقَذَه: صَرَعَه، وسَكَّنَه، وغَلَبَه، وتَرَكَه عَليلاً كأَوْقَذَه. وناقةٌ مُوَقَّذَةٌ كمُعَظَّمَةٍ: أثَّرَ الصِّرارُ في أخْلافِها، أو التي يَرْضَعُها ولَدُها، ولا يَخْرُجُ لَبَنُها إلا نَزْراً؛ لعِظَمِ الضَّرْعِ، فَيُوقِذُها ذلك، ويأخُذُها له داءٌ. والمَوْقِذُ: كمَنْزِلٍ: طَرَفٌ من البَدَنِ كالكَعْبِ والرُّكْبَةِ، والمِرْفَقِ والمَنْكِبِ، ج: المَواقِذُ. والوَقائِذُ: حِجارةٌ مفروشةٌ. اهـ