تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم 41}

صفحة 321 - الجزء 1

  وكان الذي يقوم عليها جدي بن أخطب، وليس بحيي بن أخطب، وجلس معه عبد الله بن سلام، فقال له: اقرأ في سفر الحدود. فلما بلغ الرجم وضع إبهامه على ذلك الحرف، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك. فرفعها، فقال: اقرأه. فقرأ الرجم في التوراة، مبينا من الله . قال يحيى بن الحسين ¥: أما قول الله ø: {فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} - فإنها آية منسوخة، نسخها قول الله ø: {وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم}، فوجب الحكم بين أهل الكتاب وعليهم بما أنزل الله في الكتاب من الأحكام، فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما أنزلت عليه هذه الآية باليهوديين الزانيين، فرجما ... (إلى آخر كلامه #).

  وقال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #:

  وأما قول الله جل ذكره: {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}، فإن الفتنة في لغة العرب، وفي كتاب الله على وجوه كثيرة، فمنها: الكفر به، ومنها: المحنة والاختبار، ومنها: العذاب، ومنها: الحرب والقتال على الضلال، وما يسخط الله، ومنها: غلبة الهوى، والمحبة للشيء وغير ذلك؛ وقد بين الله - جل ذكره وعز - أكثر ذلك، في كتابه الشفاء لما في الصدور، فقال جل ذكره: {والفتنة أشد من القتل}، وقال لموسى #: {وفتناك فتونا}، أي: امتحناك امتحانا، وقال: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}، يقول: حتى لا يكون شر ولا حرب، ولا قتال على ضلال وكفر، وقال: {يوم هم على النار يفتنون}، يريد: يعذبون {ذوقوا فتنتكم}، أي: عذابكم، فيقول سبحانه: {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}، وفي هذا الموضع يريد: من يرد الله عذابه فلن تستطيع أن تدفع عنه ما يريده الله من عذابه؛ والله سبحانه فلا يريد أن يعذب إلا من هو مصر على معاصيه، وقد علم أنه لا يرجع عن كفره ولا يتوب، كما علم مثل ذلك عن الشيطان: أنه لا يتوب أبدا، وليس من حكمه: أن يعذب من يعلم أنه يتوب ويرجع يوما ما؛ لأنه قال: