تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}

صفحة 333 - الجزء 1

  يجوز من شأن القرآن من التقديم والتأخير.

  · قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}⁣[المائدة: ٦٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @ ما لفظه:

  مجاز الآية: النعمة منه والفضل، وقوله تعالى: {ينفق كيف يشاء} يدل على ذلك، وقد يقول الرجل من العرب: «لفلان علي يد»، أي: نعمة، وقد قال علي # في قوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك}⁣[الإسراء: ٣٠]، قال: «لا تمسك يدك عن النفقة في حق، بمنزلة المغلولة يده إلى عنقه».

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وقال جل ثناؤه: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}، وتأويل ذلك عند أهل العلم: بل نعمتاه مبسوطتان على خلقه، نعمة الدنيا، ونعمة الآخرة.

  وقيل في تأويله: بل رزقاه مبسوطان على خلقه، رزق موسع، ورزق مضيق، {ينفق كيف يشاء}، أي: يفعل من ذلك ما هو أصلح لعباده.

  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  قال أحمد بن يحيى #: معنى قوله: {بل يداه مبسوطتان}، يعني: نعمتاه مبسوطتان، نعمته في الدنيا، ونعمته في الآخرة؛ وكذلك قوله: {خلقت بيدي}⁣[ص: ٧٥]، وقوله: {مما عملت أيدينا أنعاما}⁣[يس: ٧١]، يقول: ما توليته بنفسي؛ والعرب تقول لمن تخاطبه: «في عنقك يا فلان لي يد»، يعني: نعمة، لا أن في عنقه له يد لازمة بكف وأصابع، وقد قال الله سبحانه: {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم}؛ فهل يجوز في العقول أن للمؤمنين