تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن الله لا يحب المعتدين 87}

صفحة 339 - الجزء 1

  فأما اللغو: فاليمين يحلف بها الحالف، وهو يظن أنه صادق فيها، ولا يكون الذي حلف عليه كما حلف؛ فهاتيك: لغو، وليس عليه فيها: كفارة، ولا ينبغي له أن يعود لمثل ذلك، وينبغي له: أن يتحرز من اليمين بالله، إلا في اليقين، فهو غير آثم فيها.

  وكسب القلوب هو: ما حلف عليه كاذبا، وهو يعلم أنه كاذب، يتعمد ذلك تعمدا، في بيع، أو شراء، أو غير ذلك من المحاورة في الأشياء، فليس في ذلك: كفارة، وفيها: التوبة إلى الله، والإنابة والرجعة عن الخطية إلى الله ø والإستقالة.

  وأما المعقدة من الأيمان فهو: ما حلف الرجل أن لا يفعله، أو أقسم فيه أن يفعله، وهو عازم على التمام على يمينه والوفاء، ثم يرى غير ذلك خيرا منه، فيفعله، فعليه في ذلك: كفارة اليمين، يطعم عشرة مساكين غداءهم وعشاءهم، من أوسط ما يطعم أهله من الطعام، ويؤدمهم بأوسط الإدام، يطعم كل واحد منهم نصف صاع من دقيق، أو صاعا من تمر أو شعير، أو صاعا مما يأكله هو وأهله من الذرة، أو غيرها من الطعام، أو يكسوهم كسوة تعم جسد كل مسكين منهم: إما قميصا سابغا، وإما ملحفة سابغة يلتحف بها، وإما كساءا، ولا تكون الكسوة إلا كسوة جامعة للبدن، لا يجوز أن يكسى أحدهما: عمامة وحدها، ولا سراويل وحدها، أو يعتق رقبة مسلمة، صغيرة أو كبيرة. وهو في هذه الكفارات الثلاث بالخيار، يصنع أيها شاء، والكسوة أفضل من الإطعام، والعتق أفضل من الكسوة؛ فمن لم يجد من ذلك شيئا، ولم يستطع إليه سبيلا - فصيام ثلاثة أيام متتابعات، ثم قال سبحانه: {واحفظوا أيمانكم}، يقول: احفظوها، أي: كفروها، وقوموا بما أوجبنا عليكم فيها، ثم قال سبحانه في الاستثناء: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا}؛ فأمره بالاستثناء عندما يتكلم في كلامه،