تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين 110}

صفحة 361 - الجزء 1

  المسألة، وهول ذلك الموطن، {قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب}، ثم رجعت إليهم عقولهم، فشهدوا على قومهم: أنهم قد بلغوهم الرسالة.

  وهذا قول ليس هو عندي بثابت؛ بل هو مدخول، وكيف يحزن أولياء الله ورسله المطهرون في ذلك اليوم، والله سبحانه يخبر بأن المؤمنين الذين آمنوا في ذلك اليوم غير محزونين ولا خائفين؛ وذلك قوله ø: {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون}⁣[الأنبياء: ١٠٣]، فكيف يحزن من تتلقاه الملائكة عند خروجه من قبره، تبشره بالرضا من الله ø، والجنة وحسن الثواب، والأمن من أليم العقاب؛ والقول الأول الذي قلنا به في صدر جوابنا هذا - هو أقرب إلى الحق، وهو الصواب عندنا، وبالله نستعين على طاعة خالقنا.

  · قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ١١٠}⁣[المائدة: ١١٠]

  قال في المجموعة الفاخرة:

  وأما ما سأل عنه، من قول الله لعيسى بن مريم المسيح العبد الكريم: {وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين}، فقال: هل كانت بنو إسرائيل تقدر على أن تبسط أيديها إليه، وقد كفها الله عنه، وأنعم بذلك عليه؟