تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب 116}

صفحة 367 - الجزء 1

  وقال آخر:

  وهل نحن إلا أنفس مستعارة .... تمر بها الروحات والغدوات

  يعني: هل نحن إلا أناسي مستعارون، ولو أراد بذكر النفس: معنى الروح - لما جاز أن يسمى كله نفسا؛ لأنه بدن ونفس.

  وقال آخر:

  وقد وفدت إليك بذات نفسي .... قصائد يعترفن بما نشاء

  يعني بقوله: «بذات نفسي»، أي: بي، كما أنا؛ كما قيل في اللغة: «جئتك بنفسي»، ولم يريدوا بقولهم: معنى ثانيا، هو غير «جئتك»؛ لأنه إذا قيل: «جئتك» دل على الجائي تاما، ولما قال: «بنفسي» لم يرد: معنى ثانيا هو غير المعنى الذي هو «جئتك».

  وقال آخر:

  ........................... وما لام نفسي مثلها لي لائم

  قال الله ø: {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسآءنا ونسآءكم وأنفسنا وأنفسكم}⁣[آل عمران: ٦١]، يعني: نحن وأنتم، وقال الله: {ويحذركم الله نفسه}⁣[آل عمران: ٢٨]؛ فالمحذر هو: المحذر منه، يعني: يحذركم الله، أي: يعذبكم، كما قال: {كتب على نفسه الرحمة}⁣[الأنعام: ١٢]، وليس الكاتب غير المكتوب عليه.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  وأما قول الله سبحانه: {ويحذركم الله نفسه} فهو: ويحذركم إياه لا غيره، وقوله عن عيسى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}، يعني: أنت تعلم ما أعلم، ولا أعلم أنا ما تعلم، كما يقول القائل: «هذا نفس الحق، وهذا نفس