قوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون 179}
  من كفرهم، كما قال الرحمن الرحيم، الرؤوف الكريم: {كل نفس بما كسبت رهينة ٣٨ إلا أصحاب اليمين ٣٩ في جنات يتساءلون ٤٠ عن المجرمين ٤١ ما سلككم في سقر ٤٢ قالوا لم نك من المصلين ٤٣ ولم نك نطعم المسكين ٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين ٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين ٤٦ حتى أتانا اليقين ٤٧ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ٤٨}[المدثر]؛ فهذا معنى ما ذكر الله من الذرو في الكتاب .... (إلى آخر كلامه #).
  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس}، فقلت: إذا كان الله قد ذرأهم لها، فكيف يقدرون على المخلص منها؟
  واعلم أن الذرو الذي ذكر الله هو: الذرو الثاني في الحشر؛ حشر المؤمنين إلى النعيم المقيم، وحشر المنافقين الفاسقين إلى العذاب الأليم، لا ما يتوهم الجهلة العمون على رب العالمين، من خلق الفاسق فاسقا، والمنافق منافقا، والصالح صالحا، والطالح طالحا، ولو كان ذلك كذلك لما أرسل إليهم المرسلين، ولما أمرهم بأن يكونوا من المؤمنين، ولكان في أمره إياهم بذلك داعيا لهم إلى مغالبته، آمرا لهم بالخروج من جنته، ولم يكن المحسن أولى بثواب الإحسان من المذنب، ولم يكن المذنب أولى بعقوبة الذنب من المحسن؛ وذلك قول الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار.
  وقال في موضع آخر من الكتاب: وسألت عن: قوله سبحانه: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}؟