قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون 102}
  وفي أقل مما احتججنا به هدى وشفاء لما في الصدور، وبرهان واضح في جميع الأمور، لا شبهة ولا ارتياب، والله نسأله حسن التوفيق للصواب، والعون على واضح الجواب.
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولقد علموا لمن اشراه ماله في الآخرة من خلاق}، فقلت: ما معنى الخلاق؟
  والخلاق فهو: الثواب والجزاء، يقول: إنه لا جزاء له، ولا عمل يعطى عليه.
  وقال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألت - يرحمك الله -: عن: {يعلمون الناس السحر}، وعن السحر؟
  والسحر أمر لا يكون، ولا يؤاتي أهله إلا بعظيم من الكفر، والأئمة فيه والمعلمون له فهم الشياطين، الكفرة الظالمون؛ ولذلك يقول منهم من علمه [لـ] ـمن يريد أن يتعلمه: «لا تكفر»؛ ليكفر إذا كفر بإقدام وتصميم، بعد النهي بالتوقيف، والإبانة للكفر والسحر والتعريف، فكفر أهله بعد المعرفة بالتصميم ككفر إبليس فيما صمم من الكفر بالسحر.
  وقوله: {وما أنزل على الملكين ببابل}: فقد يكون نفيا، لا أن يكون السحر أنزل عليهما، وإكذابا لمن نسب السحر من اليهود إليهما.
  {وما أنزل على الملكين}: فقد يكون في النفي للسحر عنهما في النفيان(١)، كقوله سبحانه في النفي: {وما كفر سليمان}.
  و {هاروت وماروت}: فقد يقال: اسمان نبطيان، معروف ذلك فيما يستنبط من اللسان؛ لأن ماروت القرية في لسان النبط هو: القرية وواليها، وهاروت القرية فيما نرى هو: مستخرجها وجابيها.
(١) حرص # بهذه اللفظة على السجع.