تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}

صفحة 75 - الجزء 2

  قوله ø: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه}، قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: السبت يوم موسى صلى الله عليه، الذي أمر أمته بإعظامه، وترك الأعمال فيه.

  وقد ذكرت اليهود: أن في التوراة: «أن الله خلق الخلائق كلها في الأيام الستة، أولها: الأحد، آخرها: الجمعة، وأن يوم السبت كان يوما خاليا من أن يكون الله صنع فيه خلقا، فقدسه إذ خلقه يوما مفردا، بعد كمال ما خلق من خليقته، وأحدث هذا اليوم بعد كمال ما أظهر في غيره من حكمته، وجعله يوما مقدسا»، تأول فيه⁣(⁣١)، قالوا: لأنه كان يوم فراغ.

  فإن يكن في التوراة على ما ذكروا، فهو مثل نبهوا به وعبروا؛ ليعلموا أن الله قد أتم ما أراد من خلقه في الستة أيام؛ أخبرنا على لسان النبي ÷ في القرءان، فقال {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب}؛ لأنه لما خلق في الستة الأيام التي قبل السبت ما خلق، وكان يوما فرغت فيه القدرة من تمام جميع الخلق، وتأصل الأقوات، وتقدير ما يتوالد من متناسل ذلك بعضه عن بعض، فيما بين السموات والأرض، إلى يوم القيامة والميقات - كان السبت خاليا، واسمه يدل أنه من خلق جميع الأشياء خلو خاليا.

  ولذلك قيل للجلود التي لا شعر عليها: سبيتة. وسميت الجمعة بهذا الاسم؛ لأنها كانت آخر الأيام الستة، التي جمعت جميع ما بقي من الخليقة، وهي: آخر الأيام، ويقال: إن الساعة - والله أعلم - فيها تقام.

  وجعل الله السبت يوما أمر موسى # بتعظيمه، وأن يكون يوم راحة لكل مشتغل من أمته من عمله؛ ليذكروا بذلك عجيب ما أخبرهم الله عنه، من


(١) الذي في النسخة المطبوعة: «وجله يوما مقدّسا تأول فيه»، ولعل الذي ضبطناه به هو المقصود.