قوله تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم}
  معنى قوله: {ولا تقف ما ليس لك به علم} هو: لا تقل ولا تقف من قذف المحصنات ما ليس لك به علم، وقوله {كل أولئك كان عنه مسئولا} هو: إخبار منه بأنه سيسأل يوم القيامة سمعه وبصره وفؤاده: هل كان من ذلك الذي لفظ به بلسانه شيء، أم لم يعلموا منه شيئا؟
  · قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه وَلَكِنْ لاَتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[الإسراء: ٤٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  وسألت - أكرمك الله - عن: قول الله سبحانه: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم}.
  واعلم: أن معنى هذا، وأحسن ما يؤول في فهمنا: أن الله تبارك وتعالى أراد بذلك: أنه ليس من شيء إلا وفيه من أثر صنعه وتدبيره وتقديره - ما يدل على جاعله ومصوره، ويوجب له سبحانه على من عرف أثر صنعته فيه التسبيح والتهليل، والإقرار بالواحدانية والتبجيل، عند تفكر المتفكر، واعتبار المعتبر، بما يرى من عجائب فعله ﷻ، فيما خلق من عروق الأشجار الضاربة في الثراء، وفروعها الباسقة في الهواء، وما يكون منها من ثمار مختلفة شتى؛ فإذا نظر إلى أثر تدبير الجبار فيها أيقن بالصنع، وإذا أيقن بالصنع أيقن بالصانع، وإذا استدل على الصانع ثبتت معرفته في قلبه، ورسخت وحدانيته في صدره، فإذا ثبتت المعرفة في قلب المعتبر، وصحت في جوارح الناظر - نطق لسانه بالتسبيح لجاعل الأشياء، وظهرت منه العبادة لصانعها؛ فهذا معنى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده}، لما كان في الأشياء كلها الدليل على جاعلها، وفي الدليل على جاعلها ما يوجب الإقرار به، وفي الإقرار به ما يوجب ذكره بما هو أهله من