تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}

صفحة 114 - الجزء 2

  وشرف قدره؛ وكذلك ما يحل بأعداء الله ø، أهل النار، من النكال العظيم، وظل اليحموم، وأكل الزقوم، وشراب الحميم.

  {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا}؛ فأمره الله جل ثناؤه ومن اتبعه: ألا يجعلوا معه إلها، ولا يشركوا بعبادته أحدا، وأن من فعل ذلك فقد استوجب الذم والخذلان في الدنيا والآخرة.

  {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}: أمرا لا جبرا، وتخييرا لا قسرا؛ فلمن أطاع الجنة، ولمن عصى النار. {وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}؛ وهذه وصية من الله سبحانه: أن لا يقطعا، ولا يجفا بهما، وأن يحسن إليهما؛ جزاء بما أحسنا، وأن يحفظاكما حفظا، ويكرما كما أكرما، ويربيا كما ربيا؛ رحمة منه ø، وتأديبا لخلقه، وتنبيها على الصواب؛ ليجزيهم على ذلك الجنة، ويوجب لهم الكرامة. {فلا تقل لهما أف}: والأف هو: التأفف في لغة العرب المعروفة، وهو: التأذي والاستثقال؛ قال الشاعر:

  حللنا بكم حتى إذا طال مكثنا ... بدا لي تأذي منكم وتأفف

  وطال ثوانا عندكم فمللتم ... وإنا يقينا فاعلموا سنخفف

  {ولا تنهرهما}: فالانتهار هو: الصياح بالغضب والكلام الغليظ؛ قال الشاعر:

  بدا لي من أبي زيد شنار ... في رسائله انتهار

  والقول الكريم الذي أمر الله به ø فهو: اللين الجميل، الحسن من القول، كما قال لموسى وهارون: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا}، أراد بذلك: استعطافه إلى الحق، والرجوع إلى التوبة؛ لكرمه ø، ورأفته بخلقه؛ لأن الكلام الغليظ يباعد ولا يقرب، وينفر ولا يؤلف.