تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}

صفحة 116 - الجزء 2

  يريد بذلك: المشركين من قوله، يقول: تعرض عنهم إعراضا، يريد: صبرا وثوابا فافعل. {وقل لهم قولا ميسورا}، يعني: سداد في القول، في اللين والحلم، وما يشبهه # من الفضل والكرم.

  {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك}، يعني بذلك: البخل؛ فكرهه، وأدبه عليه، وأمره بالجميل من الإصلاح، ثم قال له: {ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}، يعني: أن يلام ويقال فيه القول؛ ومحسورا لا يبقى معه شيء.

  {إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}، يعني: أنه لو أراد لبسط عليه الرزق، وأن يجعل الجبال كلها له ذهبا وفضة - لهان ذلك عليه.

  {إنه كان بعباده خبيرا بصيرا}، يقول: لكرامتك عندي، وعظيم قدرك لدي - حميتك عن تافه الدنيا، وجعلت لك كرامة الآخرة؛ وقد جاء في الأخبار: أن الله ø يحمي عبده الكريم عليه عن الدنيا، كما يحمي الطبيب الرجل العليل من الأشياء التي تتوق إليها نفسه؛ لما يريد له من دائم الكرامة في الجنة.

  {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق}؛ وذلك: أن العرب كانت تقتل أولادها من البنات خاصة؛ على ضربين، أما أحدهما: فكان من خشية الفقر، وأما الآخر: فكان من الغيرة والحمية. والإملاق في لغة العرب فهو: الفقر وقلة ذات اليد، والضيق في المعاش؛ تقول العرب: «فلان رجل مملق»، أي: فقير؛ قال الشاعر:

  إننا معشر نجود على الضيف ... على حالنا من الإملاق

  يعني: على حالهم من الفقر، فيجودون ويطعمون، وهم في غير سعة؛ لكرمهم، وسعة أخلاقهم. {نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا}، يعني: إثما عظيما.

  وقوله: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}، يعني: سوء السبيل إلى النار، وقد روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «في الزنا ثلاث خصال في