قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  الدنيا، وثلاث في الآخرة؛ فأما اللواتي في الدنيا: فإنه يذهب البهاء، ويورث الفقر، ويقطع العمر؛ وأما اللواتي في الآخرة: فيوجب سخط الرحمن، وسوء الحساب، والخلود في النار».
  {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، يعني: إلا من قتل بحق في جميع الأسباب، التي يحل بها القتل بين قود أو حد من حدود الله ø؛ فمن أوجب الله قتله ممن عاند المسلمين من المشركين، وغيرهم من الباغين، والظالمين والمرتدين، وأهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، ومن تعدى في شيء من القتل - فقد عاند الله ø، وخرج من حكمه.
  وقوله جل ثناؤه: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده}، يعني: ألا يقرب ماله إلا بما فيه له الصلاح، وإدخال المرافق بإزاحة الضرر عنه؛ فقد قال ø في سورة البقرة: {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم}، يعني: في البيع والشراء، والتزويج والعارية وما أشبه ذلك. {فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح}، يعني: في مال اليتيم، {حتى يبلغ أشده}، يعني: مبالغ الرجال.
  {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}، يعني: أوفوا بعهد الله وبذمتكم؛ لأن الوفاء بالعهد أجمل بالمؤمنين، وأحسن بالصالحين؛ وقد بلغك كيف كان قصة هلال بن عويمر، وما ذكر الله ø في خبره في سورة براءة، حيث قال: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين}، ثم لم يف بعهده، ولا بما أعطى رسول الله ÷ في نفسه بذلك؛ فأعقبه نفاقا في قلبه إلى أن يلقى ربه؛ وقد فسره الهادي إلى الحق ~ في «كتاب الأحكام»، فأغنانا ذلك عن إعادته.
  {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم}: يحضهم ø