قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  على بصره، ولا حال بينه وبين هداه. {ولوا على أدبارهم نفورا}، يعني: أنهم ينفرون من توحيد الله ø.
  {نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى}، يعني: يتناجون به بينهم، في تكذيب النبي ÷ والاستهزاء به؛ والمناجاة في لغة العرب فهي: المساواة والمخافتة بالشيء في الكلام؛ قال الشاعر:
  يناجون حتى لا يبين كلامهم سرارا لئلا يعلم الناس ذلكا
  {إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا}: يقول هذا بعضهم لبعض؛ والمسحور عند العرب يخرج في لغتهم على وجهين، أحدهما: أنهم فيما يقولون هم: أن الرجل يرقى له الرقى، ويعقد له العقد، حتى يزول عقله، ويختلط عليه أمره. والوجه الآخر في السحر عندهم فهو: السحر بالكلام، الذي يتعمل فيه الناس، من الكذب والحيل، والمكايد والمكر، حتى يزيغوا عقل الإنسان، ويصدوه عن طريقه، ويتعملون عليه في قطع قريبه، ومفارقة خليله، وطلاق زوجته، والرجوع عن رأيه، والصد عن هواه؛ وهذا قد يكون كثيرا في الناس اليوم، وقبل اليوم، وهو السحر عند العرب، يقول الرجل لصاحبه إذا أخذ عنه: «سحرني فلان»، وروي عن النبي ÷ أنه قال: «إن من البيان لسحرا»، في حديث طويل. وقد كانوا أيضا يقولون في رسول الله ÷: إنه مجنون، وإنه كاهن، وإنه محتال؛ وكان الله ø المتولي لتصديقه، والمظهر لبراهينه، والدال على معجزاته، والمكذب لهم ببيان الحجة عنه، ووضوح الطريقة، حتى قامت الحجة، وغلب الحق، وزهق الباطل؛ إن الباطل كان زهوقا.
  ثم قال ø: {انظر} يا محمد، {كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا}، يقول: إنهم لا يريدون الهدى، ولا الرجوع إلى الحق.
  {وقالوا أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا}، والرفات في لغة العرب هو: ما تكسر من الأشياء، وصار حطاما متهشما، سمته العرب رفاتا إذا