تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}

صفحة 123 - الجزء 2

  كانت لا تطمع له بجبر، ولا لأجزائه باتصال؛ لشدة تحطمه وتكسره، ولأنها قد أيست من كل رفات أن يعود سويا، قال الشاعر:

  تركناهم غداة الخيل تردي ... هشيما بالأسنة أو رفاتا

  فعظم عند المشركين أن يكون الله جل ثناؤه يعيد الخلق بعد أن صاروا رفاتا - خلقا جديدا منشورا في القبور، فقال ø: {كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم}؛ فإن الله ø قادر على ما أراد، لا يعجزه شيء، ولا يكبر عليه شيء، ولا يغلبه شيء، ولا يمتنع عليه شيء، وهو على كل شيء قدير.

  قال الله ø: {فسيقولون} لك يا محمد: {من يعيدنا}، أي: من الذي ينشئ خلقنا بعد الموت؟! قال الله ø: {قل الذي فطركم أول مرة}، يعني: الذي خلقكم أول مرة؛ والفاطر هو: الخالق؛ قال الله سبحانه: {الحمد لله الذي فطر السموات والأرض}.

  ثم قال ø: {فسينغضون إليكم رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا}، و «عسى» من الله واجبة، والإنغاض في لغة العرب فهو: الرؤوس على طريقة المستهزئ، الذي يؤيس من الشيء، ويباعد كونه، ويكذب به؛ قال الشاعر:

  أنغضك رأسك مؤيسا من نصرنا ... فأتاك مثل الأسد للميعاد

  قوله ø: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا}: مثل قوله: {لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين}؛ لأنهم لا يعلمون: كم لبثوا تحت أطباق الثرى؟

  وقوله ø لنبيه #: {وقل لعبادي}، يعني بذلك: أولياءه، {يقولوا التي هي أحسن}، وهي: قول: لا إله إلا الله؛ {إن الشيطان ينزغ بينهم