قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  ومنهم من اتخذه خليلا، وغير ذلك من التفضيل.
  {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه}: وكل زعم في كتاب الله ø فهو: كذب من قائله، مثل قوله: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثون قل بلى وربي لتبعثن}، ومثل قوله: {بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا}. {فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا}، يعني: أن الذين تدعونهم من دونه لا يقدرون أن يكشفوا عنهم الضر من السقم، ولا الضر من الفقر، ولا الضر من غير ذلك، ولا يحولونهم إلى الغنى والصحة؛ لعجزهم عن ذلك، وأنهم لا يقدرون لهم ولا لأنفسهم على نفع ولا ضر.
  ثم ذكر ø أولياءه وأهل طاعته، فقال: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}، يقول ø: يتضرعون إلى الله جل ثناؤه في طلب الجنة، والدرجة العليا. {أيهم أقرب}، أي: يتقربون إليه بالأفضل الزكي من الأعمال. {ويرجون رحمته ويخافون عذابه}، قال: يخافون أن يعذبهم الله جل ثناؤه على لفظهم، وعلى الردي من فعلهم، وعلى الغضب والمنع.
  {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها}، يعني: أنه يهلك أهل القرى، الظالمين منهم بالنقم، والمؤمنين بالموت؛ لأنه ليس من أهل قرية إلا وهم فانون ذاهبون، وإلى الله جل ثناؤه صائرون؛ ولم يعن ø بهلاك القرى: الجدر، ولا الخشب؛ إنما عنى: الناس خاصة؛ لأن القرى لا عذاب عليها؛ وإنما «القرى» في لغة العرب: أهل القرى؛ قال الله ø: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}، يريد: أهل القرية، وأهل العير؛ إذ كانت القرية والعير لا يتكلمان؛ فقال {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا}؛ فالإهلاك هو: الموت، والعذاب هو: ما نزل بالأولين من النقم والجوع، وما هو نازل بالآخرين، مثل ما أصاب أهل مكة من الجوع في أيام النبي #، ومثل قوله: {فارتقب يوم تأت السماء بدخان مبين ١٠