قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  يغشى الناس هذا عذاب أليم ١١}[الدخان]، فهو: الذي أصابهم من شدة الجوع، كانوا يرون الدخان بينهم وبين السماء، ثم قال: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ١٦}[الدخان]، يعني: يوم بدر، وما حل بهم فيه من القتل والأسر.
  وقوله ø: {كان ذلك في الكتاب مسطورا}، يقول: مكتوبا في اللوح المحفوظ، وهو: علم الله تبارك وتعالى، الذي لا يحتاج إلى شيء.
  ومعنى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون}، يعني بذلك: الآيات التي كانت مع موسى #، وهي تسع آيات، منها: العصا، واليد، وفرق البحر، وتلك العجائب التي لا تخفى على أحد، إلا أن كذب بها الأولون، مثل: فرعون وقومه، وهو: الوليد، بن مرة، بن مصعب، بن عياب، بن أهيب، بن الوليد، بن الريان العلقمي، فيما يقال. {وآتينا ثمود الناقة مبصرة}، أي: آية من آيات الله ø، فكانت لهم عونا على دهرهم، ورحمة من فاقتهم، ومنفعة لعيالاتهم، يشربون منها لبنا خالصا، بلا تعب ولا نصب ولا غم، في خفض ودعة وعظيم نعمة. {فظلموا بها}، أي: كذبوا نبي الله تبارك وتعالى، فهو: صالح صلى الله عليه، وعقروا الناقة الكافية، وعصوا ربهم، فحل بهم الدمار والهلاك. وقوله: {مبصرة} يعني: أنها إحدى البصائر الدالة. {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}، يعني: ليزدجر الخلق، ويكفوا عن معاصي الذي خلقهم، وليخافوا عذابه، ولم يزدادوا إلا طغيانا كبيرا.
  {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس}، يعني: أهل مكة. {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}، فالفتنة تخرج في كتاب الله ø على وجوه، منها: محنة، وغير ذلك، وقد مضى من قبلي إليكم كتاب فيه تفسير المحنة على عشرة وجوه، وفي ذلك كفاية لك إن شاء الله؛ وقد اختلف الناس في الرؤيا، وقالوا فيها بأقاويل، غير أن إجماعنا وإجماعهم في الرواية على: أنه #