قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  رأى رجالا من قريش ترقى منبره، ويتداولونه بالظلم كما يتداول الصبيان الكرة؛ وهذا الخبر فقد رواه الجميع، وله تفسير يطول به الكتاب، ونحن نفسره في وقت فراغه إن شاء الله. {والشجرة الملعونة في القرآن} فهم: بنو أمية.
  {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} فهو: أمر من الله سبحانه للملائكة بالسجود، فسجدوا لآدم؛ طاعة لله جل ثناؤه، وإنفاذا لأمره: بالسجود لله ø؛ فهو تعظيم لآدم $ جميعا.
  وقوله: {ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر}، وهي: السفن التي سخرها الله ø، وجعل لها سائقا بالرياح، فسخرها وأجراها بقدرته، وهو السميع العليم؛ والتسخير في اللغة فهو: التذليل.
  وقوله {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه}: فقد قال قوم: إنه عنى بهذا المشركين من أهل مكة خاصة، وهو عندي يدخل فيه جميع من ركب البحر، ودعا الله ø إذا خاف، فإذا نجا وسلم أعرض عن أمر الله ø، وصد عن طاعته.
  {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر}، يعني: الأمان والسلامة، وطلب النفس من الغرق؛ والخسف فهو: انخساف الأرض وانخراقها إلى أسفل. {أو يرسل عليكم حاصبا}، والحاصب: الرياح الشديدة العاصفة، التي تغرق السفن في البحر وتقلبها، ويكون فيها التراب.
  {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى}، يعني: مرة أخرى، والعرب تعرف التارة في لغتها، وهي مشهورة عندها أنها: مرة أخرى؛ تقول العرب: «كرة أخرى، وطرفة أخرى، ووقوعة أخرى، وتارة أخرى، وفينة أخرى»، كل ذلك في معنى واحد؛ قال الشاعر:
  فتارة نحن في خفض وفي دعة ... وتارة تحت أطراف القنا الذبل