قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  فأنزل الله ø عليه: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلفك إلا قليلا}، يقول: حتى يحل بهم الهلاك.
  وقوله ø: {سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا}، يقول: إن هذه سنته فيمن كذب رسله، وعصى أمره، فافترى عليه الباطل.
  وقوله ø: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}، يقول: لزوال الشمس، وهو الدلوك، وفيه تجب صلاة الظهر والعصر، وغسق الليل فهو: غشيانه وظلمته. {وقرآن الفجر}، يعني به: صلاة الفجر. {إن قرآن الفجر كان مشهودا}، يعني: تشهده ملائكة الليل، وملائكة النهار.
  وقوله: {ومن الليل فتهجد به} يعني: القرآن، والتهجد فهو: الصلاة، أي: فصل به. {نافلة لك}، يقول: فضيلة لك. وقد قال غيرنا: إن ذلك فريضته. وليس ذلك عندنا إلا نافلة فضله بها، ودله على الرشد فيها. {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}، و «عسى» من الله واجبة، وهو: المقام الذي يغبطه الأولين والآخرين؛ فزاده الله شرفا وعلوا، وعرف بيننا وبينه في ذلك المقام المحمود العظيم، حيث يشاء # فيعطى، ويشفع فيشفع.
  {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق}، يعني: النبي ÷؛ وقد جاء في الرواية: أنه عنى بالمدخل الصدق: مكة، يدخلها بالعز والفتح والقوة، والقدرة والسلطان، والحجة البالغة على جميع من عانده #. {وأخرجني مخرج صدق}: من مكة إلى المدينة، يقول: لا ألقى إلا مؤمنا محبا، ولا ألقى مشركا ولا كافرا. {واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا}، يعني: حجة ظاهرة تنصرني بها على جميع من خالف أمري.
  {وقل جاء الحق وزهق الباطل}، قال: أمره إذا وقف على الأصنام بمكة تعبد من دون الله أن يقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}، قالوا: إن ذلك كما يزهق السهم عن نفس الغرض؛ فذكروا: أن رسول الله