قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  ÷ فعل ذلك بالأصنام، فخرت ساقطة على وجوهها، وذكروا أن رجلا من أصحابه كان معه حين واجه الأصنام، فقال الرجل للأصنام: يا معشر الأصنام، هذا أحمد إن كان حقا للإله فاسجدوا. قال: فخرت الأصنام على وجوهها ساقطة، وأمر بها رسول الله # فكسرت، وذكر أنه كان حول الكعبة ستون وثلاثمائة صنم يوم فتح مكة، فأزاحها # كلها؛ فذلك قوله: {جاء الحق وزهق الباطل}؛ فكان الله هو الحق الخالق كل شيء وبارئه، يعبد وحده، ويكفر بما سواه من الأصنام وغيرها؛ فأذهب الله ø بمحمد # الأصنام وجميع ما عبد من دون الله، وعبد الله وحده، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
  وقوله ø: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}: هذه خاصة للمؤمنين، دون غيرهم من أعداء الله ø؛ شفاء لكل عمى، وبرء لكل داء، وهدى من كل ضلال، ونور من كل ظلمة، ونجاة من كل هلكة. {ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}، يقول: لا يزيدهم إلا بلاءا في الدنيا والآخرة، كما أعرضوا عنه، وهم قادرون على اتباعه، والعمل به.
  {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه}: فالمعرض في لغة العرب هو: الصاد، والنائي: المتباعد بجانبه، وكل من تباعد فقد نأى؛ قال الشاعر:
  نأت دارها عنا فيا رب ليلة ... لهونا بسلمى والمزار قريب
  وجاء في الرواية: أنه عنى بهذا النائي بجانبه: الوليد بن المغيرة.
  {وإذا مسه الشر كان يئوسا}، يقول: إذا مسه مرض أو فقر يئس من رحمة الله؛ ولعمري إن الكفار ليئسون من رحمة الله ø.
  {كل يعمل على شاكلته}، يقول: كل يعمل على طريقته وما يشتهيه، ومثل قوله: {وآخر من شكله أزواج}، فقال: من مثله، والشاكلة: المثل والشبه. وقد