تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}

صفحة 133 - الجزء 2

  قالوا: إنه ناحية. والقول الأول أحب إلينا، وهو الصواب عندنا. {فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا}، يقول: إنه أعلم بمن هو أهدى دينا.

  وقوله ø لنبيه #: {يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}، والروح عندنا له معنيين، أحدهما: جبريل #. وقال غيرنا: إنه ملك أعظم من جبريل. ونحن نقول: إنه جبريل صلى الله عليه؛ لقول الله ø: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين}، والذي كان ينزل عليه بالوحي فهو: جبريل #، لا غير ذلك؛ ولذلك قلنا: إنه جبريل، دون غيره. والروح الآخر فهو: الروح الذي تقوى به الأبدان، وهو قوله سبحانه: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}؛ فستر الله ø الروح عن خلقه، فلا يعلمه أحد؛ لقوله: {قل الروح من أمر ربي}، ولم يفسره.

  وقوله: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا}، يقول الله ø: لو شئنا لأنسيناك ما أوحينا إليك، ولأذهبنا منك، حتى لا تجد منه قليلا ولا كثيرا، {ثم لا تجد لك به علينا وكيلا}، والوكيل فهو: المطالب، يقول: لا تجد بذلك علينا تابعا، ولا راد سوانا، يريد: ليس لك حافظ يحفظك غيري.

  {إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا}، يقول: إن رحمته سبقت لمحمد #، وأنه جعله سيد ولد آدم.

  {قل} يا محمد: {لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}، يقول: إن اجتمع من خلق الله من خلقه لو اجتمعوا، على أن يأتوا بقرآن مثل هذا القرآن - لا يقدرون على ذلك أبدا، ولو أعان بعضهم بعضا، وتظاهروا على ذلك وتوازروا؛ والظهير في لغة