تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}

صفحة 135 - الجزء 2

  كان بعباده خبيرا بصيرا}، يقول: كفى بشهادة ربك الذي أرسلك بالصدق والرشاد، على من خالف أمرك وكذبك {شهيدا}، يقول: كفى به شاهدا عدلا.

  {ومن يهد الله فهو المهتد}، يقول: فهو السعيد. {ومن يضلل}، يريد: من سماه وحكم عليه بالضلالة بفعله. {فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا}؛ فالأعمى: الذي لا يبصر، والأصم: الذي لا يسمع، والأبكم: الذي لا يتكلم؛ فكذلك أهل النار لا يسمعون ولا يبصرون، ولا يفقهون شيئا من الراحة ولا الفرح. {كلما خبت زدناهم سعيرا}، أي: كلما صاروا فحما أعيدوا خلقا جديدا. {ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا}، يقول: كفروا بمحمد #، وما جاء به من الأحكام، والفرائض الراشدة، والحلال والحرام.

  وقوله ø: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم}، يريد: عبيدا آخرين يعبدونه، ويوحدونه ولا يعصونه، ولا يعدلون به شيئا.

  {وجعل لهم أجلا لا ريب فيه}، يريد: لا شك فيه، يعني: أجل الموت، وأجل القيامة.

  {فأبى الظالمون إلا كفورا}، يعني بالظالمين هاهنا: المشركين، أي: أنهم أبوا إلا جحودا.

  {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا}، يعني: خزائن الرزق الذي لا يملكه أحد، ولا يقدر عليه ملك من الملوك، ولا يطيقه منفق من المنفقين غير الله ذي القوة تبارك وتعالى. {قتورا} يعني: بخيلا؛ وذلك معروف في لغة العرب، تقول: القاتر، والمقتر، والقتور؛ ذلك كله تعرفه العرب، تقول: «فلان قتور»، أي: ممسك شديد، أي: بخيل، ومقتر: مقل؛ قال الشاعر: