تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}

صفحة 175 - الجزء 2

  قوله سبحانه في غير هذه السورة: {ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ٦١ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ٦٢}⁣[الأحزاب]؛ وسنته فهو: حكمه فيمن خالف أمره. {أو يأتيهم العذاب قبلا}، والعذاب فهو: ما ينزل الله ø بأهل المعصية، في الخسف والقذف والمسخ، والنار التي تقع بهم. ومعنى: {قبلا} يقول: أو معاينا مقابلا لهم، باغتا في غفلتهم. ومن سنة الأولين: الإقتداء بفعلهم، والجحدان كجحدانهم.

  ثم قال سبحانه: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين}، وكذلك هو ø: إنما أرسل المرسلين مبشرين بثواب الله ونعيمه، وما أعد سبحانه لأهل طاعته؛ أرسل معهم بالحق المبين، والصدق الزاهر المستبين. و {منذرين} فهو: محذرون معذرون لما بين أيديهم من العذاب.

  ثم قال سبحانه: {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق}، ومعنى: {يجادل} أي: يحاورون ويتكلمون ويخاطبون. ومعنى: {ليدحضوا} فهو: ليفسدوا ويذهبوا ويغيروا الحق؛ والعرب تقول: «دحض فلان»، أي: سقط؛ فأراد بإدحاضهم للحق: طرحه وتبديله. ثم قال: {واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا}، ومعنى: {آياتي} فهو: ما جاء به الأنبياء $ من المعجزات، والآيات الباهرات؛ هزوا ولعبا، ونسبوها إلى السحر والحيل، فلم يعتبروا بعظيم ما فيها من الرشد والهدى، وما أبان الله فيها من الدلائل لمن أمن وأتقى. ومعنى: {ما أنذروا}: من العقاب والعذاب الشديد، وكان كل ذلك عندهم هزوا يهزأون به، ولا ينتفعون بشيء منه.

  {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه}، فكذلك: لا أظلم لنفسه ممن ذكر بآيات ربه، وعظيم أمره، فأعرض عن ذلك. ومعنى: أعرض عن ذلك - فهو: ترك الحق، وما أبان الله له من الصدق، حتى أهلكها، وفي أليم عذاب الله أوقعها. ومعنى: {نسي ما قدمت يداه} فهو: