تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}

صفحة 178 - الجزء 2

  ثم قال سبحانه: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما}، وقد قيل: إن العبد الذي وجداه هو الخضر #. وقيل: غيره من عباد الله.

  ثم قال سبحانه مخبرا عن موسى #: {قال له موسى} # {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ٦٦ قال إنك لن تستطيع معي صبرا ٦٧}، فسأله موسى صلى الله عليه الصحابة، وأستأذنه في التبع له، على أن يتعلم من علمه، ويقتبس مما من الله به عليه؛ فأخبره: أنه لن يستطيع معه صبرا، ثم قال له: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا}، فأخبره: أنه لا يقدر على الصبر؛ لقلة إحاطته وخبرته بما يفعله.

  وقال الله ø يخبر عن موسى #: {قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ٦٩ قال فإن أتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ٧٠}، فقال العبد الصالح لموسى: إن أتبعني فلا تسألني عن شيء أفعله، ولا تعارضني من الأمر فيما أعلمه، حتى أخبرك به، وبمعانيه وتأويله، ابتداء مني. وعقدا أمرهما على ذلك.

  ثم قال سبحانه: {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها}: العبد الصالح، فاستنكر موسى من فعله، واستوحش لما عاين من عمله، ولم يقف على ما أمر الله به الخضر في أمرها، وخشي موسى الغرق على أهلها، ولم يفهم العلة التي كان خرق السفينة من أجلها، فـ {قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا}، ومعنى {إمرا} فهو: المبتدع المنكر.

  ثم قال سبحانه يخبر عن رد العبد الصالح على موسى: {قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا}، وهذا محكم لا يحتاج إلى تفسير.

  {قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا}، فمعنى {ترهقني} أي: تكلفني، وتحمل علي. {من أمري عسرا} أي: شططا وتعبا.