قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}
  ومغربها. وقيل: إنه رأى في النوم أنه أخذ بقرني الشمس. ومعنى: {سأتلوا عليكم منه ذكرا} أي: سأخبركم منه خبرا وذكرا، مشروحا بينا.
  ثم قال سبحانه: {إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا}: فكان التمكين من الله له في الأرض كما قال ø؛ والسبب الذي آتاه الله فهو: سبب توفيق وتسديد، ونصر وتأييد. ومعنى: {من كل شيء} فهو: في كل شيء من أمره سببا.
  {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة}، فالعين الحمئة هما: العين ذات الحمأة(١). وقد قيل: إن الحمئة: البعيدة. وقيل: إنها الحارة. والقول الأول أصوب.
  {ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ٨٦ قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا ٨٨}، وكان ذلك أمرا من الله ø، بسطا له في الحكم، وكان قول ذي القرنين رحمة الله عليه في ذلك عدلا، وكلام صدق رضيه الله منه. ومعنى: {يعذبه عذابا نكرا}، فالنكر هو: الشديد الذي لا يعرف من عذاب الدنيا؛ لهوله وشدته.
  {وأما من ءامن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا}: فكل هذا قائم بنفسه، مستغن عن التفسير بنفسه.
  ثم قال سبحانه: {وحتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا}، ومعنى: {لم نجعل لهم من دونها سترا}، يقول: لم نجعل لهم من دونها حجابا يحجبها عنهم، ولا يواريها عن أعينهم.
(١) قال في القاموس المحيط: الحَمْأَةُ: الطِّينُ الأسْوَدُ المُنْتِن. وقال في شرحه تاج العروس: «ويقال:» حَمِئت البئرُ حَمَأً فهي حَمِئَةٌ «إذا صارت فيها الحَمْأَةُ. وفي التنزيل «تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَمِئَةٍ»، وقرأَ ابنُ مسعود وابنُ الزُّبَيْر: «في عَيْنٍ حامِئَةٍ»، ومن قرأَ: «حاميةٍ» بغير همزٍ، أرادَ: حارَّة؛ وقد تكون حارَّةً ذاتَ حَمْأَةٍ.