تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}

صفحة 181 - الجزء 2

  ثم قال سبحانه: {كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا}، ومعنى: {لديه} فهو: ما عنده وما هو فيه؛ والخبر فهو: العلم بجميع أمره.

  {ثم اتبع سببا}، يقول: اتبع سببا من أسباب الله التي أعطاه إياها، ووفقه لها.

  {حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا ٩٣}، ومعنى: لا {يفقهون} فهو: لا يفقهون ما يكلمون به؛ وقد يمكن أن يكون ذلك منهم لعجمة شديدة، أو لبلاهة وشدة جفاء، وبطو أذهان، وقد تقول العرب للإنسان إذا كان كذلك: «ما يفقه شيئا».

  ثم قال سبحانه يخبر عنهم: {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض}، ويأجوج ومأجوج: اسمان لقبيلتان، كما قال: همدان وخولان؛ وقد يمكن أن يكونوا سموا يأجوج ومأجوج؛ لكثرة أجيجهم وعجيجهم، وموجان بعضهم في بعض؛ ولذلك سموا بهذين الاسمين، فكانوا يفسدون في الأرض، ويعيثون فيها فسادا وتخريبا؛ وهم خلق عظيم كثير جدا.

  ثم قال سبحانه يخبر عنهم: {فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ٩٤ قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ٩٥}، ومعنى: {خرجا} أي: مالا

  نسلمه إليك، وعطاء نجزله لك، على أن تدفع عنا شرهم، وتكفينا ما قد أحاط بنا من شرهم؛ والقوة التي سألهم فهي: المعونة، وإحضار ما أمرهم به من زبر الحديد. ثم قال: {أجعل بينكم وبينهم ردما}، والردم فهو: البناء الذي يوضع بعضه على بعض، الكثيف المحكم.

  ثم قال: {ءاتوني زبر الحديد}، والزبر فهي: القطع الكبار. {حتى إذا ساوى بين الصدفين}، والصدفان فهما: لحيا الجبلين؛ فردم | الحديد