قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}
  ثم قال سبحانه: {ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا ءاياتي ورسلي هزوا}، والهزؤ فهو: الاستخفاف والاطراح والتكذيب؛ فكانوا يتخذون آيات الله العظيمة الباهرة، ورسله الصادقة الباهرة - هزوا، فحق عليهم من الله الوبال، وصاروا بكفرهم إلى شر حال.
  ثم قال سبحانه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا}، ومعنى: {الفردوس} فهو: اسم لفاخر الجنان، وعظيم منازلها، وأكرم محلها؛ والنزل فهو: العطية والكرامة التي ينزلهم الله بها، ويحلهم فيها.
  {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}، فالخالد فيها هو: الدائم الباقي الذي لا يزول عنها. ومعنى: {يبغون عنها حولا} فهو: لا يطلبون بها بدلا، قد عظم سرورهم بها، واشتد جذلهم بدخولها، فهم لا يبغون بها غيرها، مخلدون أبدا فيها.
  ثم قال سبحانه: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثلة مددا}، قال محمد بن يحيى بن الحسين #: قد سئل عن هذه الآية جدي القاسم بن إبراهيم ~، وقد أثبت تفسيره لها، وشرحته في كتابي هذا، وما كان يقول به في تأويلها، فأثبتها على ما أجاب به، ولم أحب أن أشرح غير شرحه، واجتزيت فيها بقوله، فقال ~: {قل لو كان البحر مداد لكلمات ربي}، والكلمات فقد تكون: المحكمات، وحكمة الله لا ينفدها منفد، ولا يقدر على إحصائها كلها أحد، وكيف يحيط بكلمات الله؟! لو كان البحر مدادا لنفد قبل نفادها، ولو جاء بمثلها مددا لها، إلى أن ينقطع ذلك أبدا.
  ثم قال سبحانه: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد}، وكذلك الله ø: واحد أحد، صمد فرد. وقال: {فمن كان يرجوا لقاء