تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة الفاتحة

صفحة 9 - الجزء 1

  وأنشد الإمام زيد بن علي @ قول الشاعر حيث يقول:

  ما إن رأيت ولا سمعت ... بمثلهم في العالمينا

  قال الإمام زيد بن علي عليه وعلى آبائه السلام: وقد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «لله أربعة عشر ألف عالم: الجن والإنس منها عالم واحد».

  ثم عاد إلى أسمائه الحسنى، فقال: {الرحمن الرحيم ٣}، يقول: رب العالمين هو الرحمن الرحيم.

  {مالك يوم الدين ٤} أي: هو يملك يوم الدين، كما هو اليوم رب العالمين؛ يخبر: أن الدنيا والآخرة له، وهو ملكهما لا غيره. والدين هو: الجزاء يوم يدان الناس بعضهم من بعض، ويجازيهم بما كانوا يعملون. وإنما أخبرنا أنه يدين بعض الخلائق من بعض: يخوفهم بذلك ويحذرهم؛ ليزدجروا ويحذروا، وقد يقال في الأمثال: كما تدين تدان.

  ثم أمر عباده بالإخلاص، فقال: قولوا {إياك نعبد وإياك نستعين ٥}، {إياك نعبد}: لا نعبد غيرك، ومعنى {نعبد}: نطيع ونتعبد، ونصلى ونوحد. {وإياك نستعين ٥}: على عبادتك؛ فأمرهم تبارك وتعالى أن يستعينوا به فيما يتعبدهم في كل أمورهم؛ لأنهم لا ينالون خيرا إلا بالله تعالى. وقد كان الكفار يستعينون بآلهتهم التي كانوا يعبدون من دون الله تعالى، فأمر الله تعالى المؤمنين أن يخلصوا ذلك له.

  {اهدنا الصراط المستقيم ٦}: أمرهم أن يسألوه الهدى والاستقامة، وهما: الصواب في كل قول وعمل. {الصراط}: السبيل المنهاج الواضح، وأنشد الشاعر:

  أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوج الموارد مستقيم