سورة الفاتحة
  وقال آخر:
  يصد عن نهج الصراط القاصد
  و {الصراط المستقيم ٦}: يستقيم بأهله إلى النجاة، والهدى والجنة.
  ثم قال ø ليبين لعباده أي صراط يسألوه الهداية إليه، فقال: {صراط الذين أنعمت عليهم} بالإيمان بك، من النبيين والرسل، والشهداء والصالحين.
  {غير المغضوب عليهم ولا الضالين ٧}: و «لا» حرف من حروف الزوائد لتتميم الكلام، وهذا ما تعرفه العرب في لغتها و أشعارها؛ فهي لا تحتاج إلى تفسير، كما قال الشاعر:
  فما اللوم البيض إلا سحر ... الماء أين الشمط القنفدرا(١)
  وقال آخر من العرب:
  ويلحينني في الدهر ألا أحبه ... وللهو داع دائب غير غافل(٢)
(١) هكذا في النسخة المطبوعة المنقول منها، وقال محققها في الحاشية: لم يظهر لفظ البيت ولا معناه. اهـ
والذي في تفسير الطبري (١/ ١٩١/ ط: دار هجر): وَأَنَّ لَا بِمَعْنَى الْإِلْغَاءِ وَالصِّلَةِ. وَيَعْتَلُّ أَيْضًا لِذَلِكَ بِقَوْلِ أَبِي النَّجْمِ: [البحر الرجز]
فَمَا أَلُومُ الْبِيضَ أَنْ لَا تَسْخَرَا ... لَمَّا رَأَيْنَ الشَّمَطَ الْقَفَنْدَرَا
وَهُوَ يُرِيدُ: فَمَا أَلُومُ الْبِيضَ أَنْ تَسْخَر ... اهـ وهو في الصحاح واللسان والجمهرة والتاج والمحكم كذلك، قالوا جميعا: القَفَنْدَرُ: الْقَبِيحُ المَنْظَر، ثم استشهدوا بهذا البيت. وقال في تاج العروس: الشَّمَطُ، مُحَرَّكَةً: بَيَاض شَعرِ الرَّأْسِ يُخالِطُ سَوادَه، كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي المُحْكَمِ: الشَّمَطُ فِي الشَّعرِ: اخْتِلافُه بِلَوْنَيْنِ من سَوادٍ وبَياضٍ. اهـ
(٢) هكذا في النسخة المطبوعة المنقول منها، وفي الطبري (١/ ١٩١/ ط: دار هجر): وَبِقَوْلِ الْأَحْوَصِ [البحر الطويل]:
وَيَلْحَيْنَنِي فِي اللَّهْوِ أَنْ لَا أُحِبَّهُ ... وَلِلَّهْوِ دَاعٍ دَائِبٌ غَيْرُ غَافِلِ
يُرِيدُ: وَيَلْحَيْنَنِي فِي اللَّهْوِ أَنْ أُحِبَّهُ. اهـ ومعنى يَلْحَيْنَنِي: يَلُمْنَنِي عَلى اللَّهْوِ أَنْ أُحِبَّهُ. وفي الكامل للمبرد (١/ ٧٠/ط: دار الفكر العربي): وقال الأحوص:
أَلَا يَا لقومي قد أشطت عواذلي ... ويزعمن أن أودى بحقي باطلي
=