تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين 14}

صفحة 263 - الجزء 2

  الصدور}⁣[الحج: ٤٦]، وقال سبحانه، وعظم عن كل شأن شأنه: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}⁣[ق: ٣٧]، يقول: إن فيما تقدم من فعلنا بمن مضى، ممن نزل عليه ما نزل من عذابنا - لذكرى لمن كان له قلب يعقل به ويفهم، ويتدبر ما يرى من فعلنا فيعلم.

  وقد يحتمل ويكون معنى قول الرحمن، فيما نزل من واضح النور والفرقان: {ثم أنشأناه خلقا آخر} - هو: ما ميز من خلق الأنثى والذكر، فيكون لما أن كسا العظام لحما - جعله من بعد ذلك ذكرا أو أنثى، فحينئذ بقدرة الله تمت السلالة، وفيما قلنا به من الخلق: ما يقول الله ø في سورة القيامة من خلق الزوجين، فهذا عندي - والله أعلم - فأشبه القولين.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألتم عن: قول الله سبحانه: {ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين

  قال محمد بن يحيى #: الخلق الآخر فهو: ما صور سبحانه، وجعل من الماء، فخرج من حد الماء والعلقة التي كانت عليه، إلى حد الحياة واللحم والدم والحركة؛ فكان بما جعل فيه من البسط والقبض والحركة وشق الحواس - خلقا [كما⁣(⁣١)] كملت به الصورة، وقامت به الحجة، وتمت به النعمة؛ فهذا معنى الآية.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وإن سأل عن: قول الله سبحانه: {فتبارك الله أحسن الخالقين} - قيل له: لا خالق إلا الله تبارك وتعالى، ولا موجود غيره؛ والعرب قد تسمي العامل: خالقا؛


(١) هكذا في النسخة المنقول منها، ولعل الكلام: «خلقا كملت به الصورة»؛ تأمل.