قوله تعالى: {يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا 32}
  الأنبياء أزواجهم في الكتاب الذي أنزله عليهم فصدقوه، وإن كان سمى للأنبياء أهلا سوى أزواجهم، فما هذه الجهالة بأمر الله؟! أرأيت نوحا ولوطا @ حيث أمرا بترك امرأتيهما، أليس قد كان أهلهما سواهما؟ قال ø لنوح: {احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم}[هود: ٤٠]، وقال: {وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين}[الصافات: ١٣٣ - ١٣٥]، وقال ليوسف #: {وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك}[يوسف: ٦]: أفترى أن آل يعقوب إلا النساء؟! ثم قال: {سلام على آل ياسين}[الصافات: ١٣٠]، وقال لإسماعيل #: {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}[مريم: ٥٥]، وقال تعالى في الصفوة: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}[آل عمران: ٣٣]، وقال: {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}[هود: ٧٣]: أفترى أن الله تبارك وتعالى أراد بهذه الصفوة، وما ذكر من أهل الأنبياء: نساءهم؟! أم رأيت موسى صلى الله عليه حين يقول: {واجعل لي وزيرا من أهلي}[طه: ٢٩]: أهله الذي سأل منهم الوزير أزواجه؟!
  (إلى أن قال:)
  وأما الآية التي ذكر الله فيها التطهير فإنما هو بيت النبي ÷، أهله وذريته، وإنما قال: {ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، ولم يقل: إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس، ثم قال: {يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن}[الأحزاب: ٢٣]، فلم يفضلهن على أحد من النساء بآبائهن، ولا بأمهاتهن، ولا بعشيرتهن؛ ولكن إنما جعل الله الفضل لهن لمكانتهن من النبي ÷؛ فكيف لا يكون لأهل بيته الفضل على بيوت المسلمين، ولورثته على ورثتهم، ورسول الله ÷