قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
  الظلمات ولا النور ٢٠}، إلى قوله: {وما أنت بمسمع من في القبور ٢٢}؟
  فقال: هذا أمثال ضربها الله ø للحق والباطل، والدين والكفر؛ فجعل الباطل والمبطل: كالأعمى والظلمات، والحرور والأموات، وجعل الحق والمحقين: كالبصير والنور، والظل والإحياء؛ ليعتبر بذلك المعتبرون، ويميز بين ذلك المميزون. وأما قوله: {إن الله يسمع من يشاء} فهو: إثبات لقدرته تبارك وتعالى على ما يشاء. وأما قوله: {وما أنت بمسمع من في القبور} فإنما هذا مثل مثل الله به الكافرين: أنهم في الإعراض وقلة الاستماع والقبول كأهل القبور.
  · قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #، بعد ذكره للآية:
  فهم: أهل الخشية والمراقبة، والحياء والسكينة، كما قال سبحانه: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما ٢٦}[الفتح: ٢٦]، فقاموا بعلمهم، وبما حكم به لهم وعليهم في أرض الله تعالى، وأدوا إلى عباده الأمر من عنده، فهم النصحاء القائمون بقسطه في عباده وبلاده، كما أمرهم الله في كتابه، وأوجب عليهم في سنة نبيه، وهم الأئمة الهداة بعده من عترته، وأتباعهم من أهل ولايته.
  · قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢}[فاطر: ٣٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #: