تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}

صفحة 382 - الجزء 2

  قال سبحانه: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}، فورثة الكتاب: محمد، وعلي، والحسن، والحسين، ومن أولدوه من الأخيار، ثم قال في ولدهم: {فمنهم ظالم لنفسه}، ففيهم إذ كانوا بشرا ما في الناس، وقال: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}، كما قال في ولد إبراهيم وإسحاق صلى الله عليهما: {ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين}.

  وقال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #، بعد ذكره للآية:

  ففيهم إذ كانوا بشرا ما في غيرهم، من الظالم لنفسه، والمقتصد في قوله وفعله، والمبرز السابق إلى ربه، الذي لا يتعلق به المتعلقون، ولا يدانيه في سبقه السابقون.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ...} إلى آخر الآية؟

  فقال: هم آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله المؤمنين منهم، فهم صفوة الله وخيرته؛ باختياره سبحانه لأبيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله؛ فأورثوا الكتاب، وجعل فيهم من بعد الإسرائيليين؛ تفضيلا من الله عليهم، وإكراما بذلك لهم. ثم ميزهم، وأخبر الخلق بأخبارهم، ووصفهم لهم بصفاتهم؛ لكي لا يبقى للخلق عليه حجة فيهم، ولأن لا يحمل أحد سواية مسيئهم على محسنهم، ولا يطعن طاعن على مؤمنهم بفسق فاسقهم، فقال: {فمنهم ظالم لنفسه}، وهو: فاسق آل محمد، {ومنهم مقتصد}، وهم: أهل الدين والورع والعلم، منهم أئمة الحلال والحرام، وأهل الورع والإسلام، {ومنهم سابق بالخيرات