تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير 32}

صفحة 383 - الجزء 2

  فهم: أئمة آل محمد الطاهرون، أهل السيف المجاهدون، الذين نصبوا أنفسهم لله، وباينوا بالحق في ذات الله، وأخافوا أعداء الله وخافوهم، وجاهدوا في سبيل الله من عند عنهم، وحكموا بكتاب الله وسنة نبيه، وضربوا بالسيف من عند عن دينه، فكملت فيهم صفات الأئمة، فوجبت طاعتهم على الأمة؛ حجة على العالمين، ونعمة منه على المتبعين، ونقمة في الدنيا والآخرة على المخالفين؛ {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ٤٢}⁣[الأنفال]. {بإذن الله}، يقول: بحكم الله، وأمره له بما قام فيه السابق إليه من طاعته. {ذلك هو الفضل الكبير}، يقول: الفضل لله الكبير العظيم، في ما أورثناهم من الكتاب الكريم.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ...} الآية، وهل يخص هذه الآية ولد الحسن والحسين عليهما و $، ليس لأحد فيها حق؟

  الجواب: اعلم أنا نقول: إنها مخصوص بها آل النبي #، من ولد الحسن والحسين دون غيرهم، فلو كان سواهم نزلت فيه هذه الآية لكان تعلق بها منذ حينئذ، كما تعلق ببعض كتاب الله ادعاء لذلك، والكتاب فليس شيء من مدائحه إلا لأهل بيت محمد ~ وعليهم أجمعين، ولصالحي أولياء الله، وأوليائهم؛ فاعلم ذلك.

  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #، بعد ذكره للآية:

  فصح أن أهل الصفوة الذين أورثهم الله كتابه هم: الذين أمر الله بمودتهم؛