قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم 38 والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم 39}
  للكلام، وميلا إلى الاختصار؛ وهذا أحسن ما يمر في اللغة وأبلغه؛ قال الله جل اسمه: {وأرسلنه إلى مائة ألف أو يزيدون}، فأتت كأنها ألف شك، والله تبارك وتعالى لا يوصف بهذه الصفة؛ إذ هو المحصي لكل عدد، العالم بكل أحد، سبحانه وعظم شأنه، وإنما معنى: {أو يزيدون} فهو: ويزيدون، فأثبت الألف في هذا المكان؛ لمعنى ما ذكرت لك، وطرحها عند ذكر الشمس، فقال: {لمستقر لها}، وإنما المعنى: لا مستقر لها، وهذا أمر من الله سبحانه في الشمس وما يعاين منها - فبين والحمد لله؛ لآنها في الجري دائبة لا تقر وقتا ولا تقف، وإنما هي كما وصفها الله جل اسمه: لا مستقر لها حتى يصرم الله سبحانه أمور الدنيا، ثم له فيها وفي غيرها من خلقه من الأمر ما شاء؛ فتبارك الله أحسن الخالقين.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  المسألة الثالثة عشر: عن قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها}؟
  الجواب عن ذلك عندنا - والله أعلم -: أن مستقرها يوم القيامة يبطل حركتها، ويسكنها من حركاتها؛ لإزالة التكليف، وإعادة الخلق للحساب.
  وفي قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ٣٩} قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني #:
  وسألت عن: معنى قول الله سبحانه: {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ٣٩}؟
  الجواب: اعلم أن الله تبارك اسمه خلق هذا القمر مما شاء كما شاء، وقدره كما أخبر منازل، عدتها ثمانية وعشرون منزلة، فمنها أربع عشرة يزيد فيها، حتى يبلغ أربع عشر ليلة، وينتهي ويتم، ومنها أربع عشرة ينقص في كل ليلة منها، مما كان يزيد سواء، حتى يكون ليلة تسع وعشرون ليلة، ويرجع في النجم الذي بدأ به،