العدد الذي يجب معه التغيير
  شيئاً، فجلس عنه، فقال أحمد: قد نظرت في هذا الأمر فوجدت صاحبه يحتاج إلى أربعة ليس به عنهم غنىً في حال من الأحوال: يحتاج إلى وزير عالم بما يرد عليه، مأمون على ذلك، وإلى رجل عالم بالقضاء واختلاف الناس، ورجل عالم بالحرب وتدبيرها مأمون عليها، ورجل مأمون على بيت المال، فما وجدت الأربعة، فقطع الرجل.
  وقال الحسن بن يحيى: قد أعلم الله نبيئه # كيف يقاتل، وأخبره بالعدة التي يجوز بها القتال فقال: {إِن يَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَٰبِرُونَ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ}[الأنفال: ٦٦]، ثم علم ضعفهم عن ذلك فقال: {فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ٦٦}[الأنفال].
  ثم قال: {كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ٢٤٩}[البقرة]، فلم يضيق على من حضرته النية في الدين الدفع عن دينه ونفسه وماله وحريمه، أن يقاتل في فئة لا حد لها.
  ثم أخبر النبي ÷ أمن من أكبر الجهاد كلمة حق عند إمام جائر، فإن قُتل المتكلم بها كان شهيداً، وكمال الطاعة في جهاد العدو أن تقاتلوا في الفئة والعدة، وقال لنبيئه ÷: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ}[الأنفال: ٦٠]. انتهى.