باب القول في حكم من حارب أمير المؤمنين # والمتخلف عنه والشاتم له
باب القول في حكم من حارب أمير المؤمنين # والمتخلف عنه والشاتم له
  · الهادي # في الأحكام: حدثني أبي عن أبيه: أنه سئل عن من حارب أمير المؤمنين، أو تخلف عنه في حربه، فلم يكن معه ولا عليه؟ فقال: من حاربه فهو حرب لله ولرسوله، ومن قعد عنه بغير إذنه فضالّ هالك في دينه.
  · وحدثني أبي عن أبيه: أنه سئل عمن شتم أمير المؤمنين، أو قرفه(١) استخفافاً بالفضل وأهله، وجهلاً بما جعل الله لأمير المؤمنين # من فضله؟ فقال: يحكم عليه الإمام بما يرى ويكون بشتمه إياه فاسقاً كافراً. انتهى.
  · وقال الإمام الأعظم زيد بن علي @ في جوابه على من كتب إليه من أهل المدينة: وذكرت أمر طلحة، والزبير، وعائشة، ومن تبعهم، وما كان منهم من الحرب لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وقلت: إن قوماً قالوا: قد تابوا من ذلك، فأحببت أن تعلم قولي في ذلك، فقد ثبت عليهم ما أجرموا، وإلى الله المصير.
  · وفيه أيضاً: وكتبت تسألني عن الذين اعتزلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، ولم يقاتلوا معه، ولم يقاتلوه؟ والذي أختاره لنفسي، ومن أطاعني فيهم من أمتنا - أن القوم لم يكن لهم في الحق بصيرة، فارتابوا فيه، فتركهم أمير المؤمنين ~ في ريبهم يترددون، وعلى شكهم يقيمون، وحرمهم عطاءَ المحقين في الدنيا أيام حياته، فهذا - عافاك الله تعالى - قولي في المرتابين الشاكين، الذين قعدوا عن أمير المؤمنين ~ وسلامه.
  فأما حرب(٢) أمير المؤمنين ~ فلا شك في أمرهم، هم حرب لله تعالى، وحرب رسوله ÷. انتهى.
(١) أي: اتهمه.
(٢) في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد المطبوع: حزب. بالزاي في الثلاثة المواضع.