باب القول في ميراث الغرقى والهدمى والحرقى والمفقود
باب القول في ميراث الغرقى والهدمى والحرقى والمفقود
  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $: أنه كان يورث الغرقى والهدمى والقتلى الذين لا يعلم أيهم مات أولاً بعضهم من بعض، ولا يورث أحداً منهم ما(١) ورث منه صاحبه شيئاً. انتهى.
  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: إذا غرق القرابة معاً، أو انهدم عليهم بيت، أو احترقوا بالنار، أو فقدوا معاً، فلم يدرى أيهم مات قبل - وُرِّثَ بعضهم من بعض، يمات أحدهم، ويحيا الباقون، فيرثون مع ورثته إن كانوا ممن يرث معهم، ثم يحيا هذا الممات، ويمات أحد الذين أُحيوا أولاً، فيورث هذا مع ورثته كما يورث هذا أولاً من ماله، وكذلك يفعل بهم كلهم كثروا أو قلوا حتى يورث بعضهم من بعض، ثم يماتون جملة، ثم يورث ورثتهم الأحياء ما في أيديهم مما ورثه بعضهم من بعض، وما كان لهم خالصاً من أموالهم.
  فهكذا قول علي بن أبي طالب #، وهذا فهو الحق عندي؛ لأن من لم يورث بعضهم من بعض لا يدري لعله قد جار عليهم، وذلك أنه لا يدري لعله قد مات بعضهم قبل بعض، فورث المتأخر من مال المتعجل، فالواجب على من لم يعلم ذلك منهم ولم يقف على موتهم أن يحتاط، فيورث بعضهم من بعض، فيكون قد ورث الكل من الكل إذا وقعت اللبسة، وكانت الشبهة.
  وتفسير ذلك: أخوان غرقا معاً لا يدرى أيهما مات أولاً، وترك كل واحد منهما ابنتين، العمل في ذلك: أن يمات أحدهما، ويحيا الآخر، فكأن الذي أميت ترك ابنتيه، وأخاه، فللبنتين الثلثان، وللأخ ما بقي، ثم أمت الحي، وأحيي الميت
(١) في المجموع المطبوع: مما.