الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الرابع: ترك الوطء

صفحة 228 - الجزء 2

الرابع: ترك الوطء

  · القاضي زيد في الشرح: ولا يصح الاعتكاف إلا بترك غشيان النساء، ولا خلاف فيه؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ}⁣[البقرة: ١٨٧]. انتهى.

الخامس: كونه مقدوراً

  فلو نوى اعتكاف شهر قد مضى لم يصح، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ}⁣[البقرة: ٢٨٦]، وما مضى ليس من وسعه، إلا أنه نص في التاج المذهب أنه إذا نذر باعتكاف شهر قد مضى أنه لم يصح، وعليه كفارة يمين، سواء كان عالماً بمضيه أم جاهلاً، وهو المقرر للمذهب.

باب القول في الوقت الذي يبتدئ فيه الاعتكاف وما يتجنب ويفعل حاله وفي النذر به

  · الهادي # في الأحكام: والاعتكاف: هو أن ينوي الرجل ويعتقد اعتكاف أيام بعينها أو يلفظ بذلك، فيقول: لله علي [ذلك]⁣(⁣١) أن أعتكف كذا وكذا يوماً، فإن أوجب على نفسه بعقد نيته أو بلفظ يلفظ به فليدخل المسجد في أول ذلك الوقت الذي عقد على نفسه، ثم يصوم تلك الأيام التي نوى؛ فإنه لا اعتكاف إلا بصيام، ثم ليتحرز من كل رفث، أو كذب، أو خصومة، أو جدال، أو غير ذلك من فاحش [الأفعال و] المقال، وليكثر في اعتكافه من قراءة القرآن والذكر، والاستغفار، والتسبيح للرحمن، ولا يخرج من مسجده، إلا لما ذكرنا من قضاء حاجته، أو عيادة أحد من المسلمين، أو اتباع جنائز المؤمنين، وإن احتاج أن يأمر أهله وينهاهم، وقف عليهم فأمرهم ونهاهم قائماً، ولم يجلس، وعاود إلى مسجده. انتهى.

  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي


(١) ما بين المعقوفين في هذه الرواية من الأحكام (١/ ٢٢١).